مرت كأنها أغنيات الغروب
أنثى غناها الدهر الطروب
ما استقر ليلٍ دون سناها
كما الأحلام غنجا عروب
ما إن لامست البحر هاج
تمطر الروح اشتهاء القلوب
ما مر بالدهر مثل وجنتيها
كأنه صافٍ بها غير مشوب
ولكنَّ الشوائب تدركه إن غابت
مثل طير البساتين لعوب
إن جدَ في طلبه المزارع فر
وإن لم يطلبهُ دنى منه يتوب
من روعتها شابت الليالي
ومن سنا بهاءها غفا الغروب
عقد اللجينُ بين الشفاه رمسه
كأن بينهن غارت الكروب
ما للجمالِ دونها عنوان
وعجيب جمالها كدرع الحروب
يصد طلقات العيون الحاسدة
ومن رموشها تبدأ الحروب
رعى الله عيونها والرموش
وليتني عن طيب مبسمها أتوب
أمط حبل اشتياقي لشباكها
ويقطعه طول المسافة والدروب
ما ظنها بقلبٍ حوى هواها
وراح يخطُ حبهِ الدءوب
ما قسمت يوما ولا اقسمُ
وكيف اقسمُ ولست بحبها كذوب
وأن غاب حسنها عني يوماً
كنتُ كما الأسد الغضوب
لا ابرح همومي وان جارت علي
واعشق الأيام وإن جرت الخطوب
دنى الشوق مراراً لظلي الخفي
وتعلقت بـي عيونهم والقلوب
لكني كما الأعمى لا أرى سواها
وكم فرزت بالقلبِ الندوب
ما ونيتُ ولا اشكي حبها
وأن كان هواها ذنب فكلي ذنوب