لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف

إذا كان الكلام في وقته موهبة فإن السكوت في وقته موهبة أندر فالبلاغة تكمن في قول الشيء المناسب في الوقت المناسب ثم السكوت ، فإكثار الكلام يعتبر شيء غير محبذ لأن الله أعطانا لسان واحد و أذنين اثنين وبهذا نستفيد من إن الاستماع أولى من الكلام وخاصة إذا استمعت إلى شخص لديه مشكلة يشكوها أو تجربة يرويها نستفيد منه بشيئين :
- أولهما مساعدة في راحة صاحب المشكلة .
- الثانية كسب خبرة من صاحب التجربة ....
فنصيحة لا تضيعو فضل الاستماع للكلام قيمة فضلى أيضا فإذا تكلم الناس فيما يفهمونه فقط لبلغ السكوت حدا لا يطاق ومن ناحية أخرى نعلم إن السكارى والمجانين فقط من يدلون بفكرهم كليا فكل منا له أفكار غريبة والعاقل فقط من يحتفظ بها لنفسه لأنه أقوى سلاح تستعمله البشرية هو الكلام ولكن يجب أن تستعمله بحذر فليس الحكيم من يقول كل ما يعتقد بل الحكيم من يعتقد كل ما يقول وهكذا عرفنا أن السكوت والكلام هما حدان لسيف واحد ويجب علينا إتقان استعماله فليس كل ما يعلم يقال ولا كل ما يقال جاء أوانه ولا كل ما جاء أوانه حضر أهله .....!!
قال تعالى :

{إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه )
سورة فاطر...10...
إنه لأمر محزن جدا ألا يكون للمرء تفكير كاف ليحسن الكلام ، ولا تمييز كاف للصمت.....!!